يسال أحد القراء: برجاء توضيح أسباب الانسداد المعوى، والتوابع الخاصة به، حيث أننى والد الطفلة "سما"، وهى أصيبت بانسداد معوى ونزيف فى الشهر التاسع من عمرها، وأجريت جراحة طارئة، وتم استئصال جزء من الأمعاء بسبب الانسداد، وبعد الجراحة بشهرين حدثت لها نفس الأعراض بدون نزيف، ويتم معالجتها بدون تدخل جراحى، وحدث تكرار نفس المشكلة حوالى أربع مرات بعد إجراء الجراحة، ويتم التعامل معها بدون أى جراحة، ويقول لى الطبيب: إنها التصاقات فى الأمعاء، واردة بعد إجراء الجراحة فهل يوجد حل؟
يجيب الدكتور فهيم بسيونى أستاذ الجراحة العامة وجراحة المناظير بكلية الطب جامعة القاهرة قائلا:
"هناك أسباب متعددة من الانسدادات قد ترجع لأسباب خلقية مثل التفاف الأمعاء أو عدم تخليق أجزاء من الأمعاء بأن تكون الأمعاء ناقصة، سواء فى الأمعاء أو فى الشرج، فيحدث انسداد نتيجة عدم تخليق هذه الأجزاء، فتبدأ الأعراض فى الأيام الأولى من الولادة".
ويضيف: أما التفاف الأمعاء فعادة ما يظهر متأخرا بعض الشىء، كما أنه قد توجد حواجز فى الأمعاء تسبب بعض الانسدادات، كما قد يحدث تداخل فى الأمعاء نتيجة تضخم بعض الغدد الليمفاوية، وخاصة بمنطقة "المصران"، وتظهر خلال الستة أشهر إلى العامين، وأحيانا تكون مصحوبة ببعض النزيف من الشرج، والانسداد قد يحدث، ويشفى دون أى تدخل، وممكن أن يتم علاجه بالحقن الشرجية.
وفى أغلب الأحوال يتم العلاج من خلال الجراحة، فإذا كانت الأمعاء فى حالة طبيعية تعود مرة أخرى من خلال العملية، حيث يتم ردها أو إرجاعها إلى وضعها الطبيعى بدون استئصال، أما إذا تأخرت الحالة فى اكتشافها أو أهملت، فينتج عنها غرغرينا فى جزء من الأمعاء، وهنا لابد أن يتم استئصال جزء من الأمعاء وإعادة توصيلها مرة أخرى.
ويؤكد الدكتور بسيونى أن أى مريض سواء صغير أو كبير بعد إجراء العملية المفتوحة "فتح بطن" من الوارد حدوث التصاقات، وهذا هو السبب الرئيسى فى حدوث الانسداد المعوى، وفى معظم الأحيان تكون متكررة، وقد نلجأ إلى منع المريض من شرب الماء أو السوائل لفترة محددة لتعود الأمعاء إلى وضعها الطبيعى، وحتى تفك هذه الالتصاقات، وحتى يزول الألم والمريض يتبرز، وخلال هذه الفترة يأخذ المريض محاليل بالوريد، حتى يتخلص من الالتصاقات التى تحدث له.
ويرى أنه للتخلص من الالتصاقات على المريض أن يتجنب الإمساك، أو الأشياء المؤدية للإمساك، وعليه أن يتناول ملعقة عسل فى الصباح يوميا، لأن العسل يمتص جزء من المياه الموجودة فى جدار الأمعاء، مما يؤدى إلى إعادة فتح تجويف الأمعاء، وفى بعض الأحيان قد يحتاج المريض لجراحة أخرى، وفى الحالات الشديدة يستلزم إجراء توصيلات متعددة لتخطى الأجزاء المسدودة، وهذه التوصيلات هى وصلات صناعية تبقى مع المريض مدى الحياة، كما أنه هناك وسيلة أخرى لفض الالتصاقات عن طريق المنظار الجراحى، حيث أن احتمال تكرار الالتصاقات بعد المنظار الجراحى ،قل بكثير بعد الجراحة المفتوحة.
ويؤكد أن أى جراحة مفتوحة تعقبها نسبة من الالتصاقات الداخلية، والتى أحيانا تسبب انسداد فى الأمعاء، ويفضل أن نتركها لفترة لمحاولة فض التشابك أو الانسداد، ثم اللجوء إلى المنظار الجراحى لمحاولة فك هذه الالتصاقات، ويجب تجنب فتح البطن لمنع الالتصاقات، والمنظار الجراحى هو الأفضل فى مثل هذه الحالات.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع